آخر الأخبار
عاجل

عودة العلاقات الاردنية السورية .. ماذا ننتظر ؟

عودة العلاقات الاردنية السورية .. ماذا ننتظر ؟
الشريط الإخباري :  
زهير العزه
زيارة رئيس المخابرات السعودية  خالد حميدان الى العاصمة السورية دمشق ،ولقاء نظيره السوري وفق ما كشفته صحيفة " ذا غارديان"  البريطانية،يمثل انفراجه جديدة في العلاقات السورية- السعودية منذ اندلاع الحرب على سوريا مطلع العام 2011، وهي  ليست المرة الاولى التي تجري فيها مباحثات سورية سعودية خلال الحرب على سورية .
 واذا كانت إدارة البيت الابيض بقيادة  دونالد ترامب قد سعت الى منع تسارع عودة العلاقات بين السعودية الامارات من ناحية وبين النظام السوري الذي ناصبته الدولتان العداء منذ العام 2011 من ناحية اخرى، الا أن كل المعلومات المتسربة من دمشق ، كانت تؤكد أن الاتصالات بين الرياض- أبوظبي مع دمشق لم تنقطع خلال الاعوام الاخيرة. 
والواقع أن المنطقة تشهد الان تسارعا في فتح الملفات الاكثر تعقيدا وحساسية ،وتتدافع نحو الحل بشكل لم يكن متوقعا بهذه السرعة، الامرالذي يشيرالى أن التوجهات الامريكية الجديدة في المنطقة قد دفعت الرياض وابو ظبي الى إعادة الحسابات، وسرعت من الجدية في إيجاد الحلول للملفات ذات الاشتباك الاساسي، كما تبين ان استراتيجية الادارة الامريكية للمنطقة  قد كشفت عن ان الاشتباك القوي والخطر والقائم حاليا مع الصين وروسيا هو الذي حدد ضرورة احداث تغييرات في سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط،ما يدفع الى الاستنتاج أن واشنطن تريد إغلاق ملفات أصبحت تشكل عبئا عليها بعيدا عن إعتبار أن" اسرائيل" هي أولوية للسياسة الخارجية الامريكية في المنطقة ، وبالتالي يتضح ان امريكا لاتستطيع الاستمرار في الاشتباك مع ايران "وهذا الملف الاول" ، بل ستعمل وفق سياسة الاحتواء التي اتبعتها مطلع التسعينيات من القرن الماضي ،وعليه ستعمل على إنهاء الاشتباك لسببين اساسيين اولا لمنع ايران من تطوير قدراتها النووية ،وعدم إقامة أية تحالفات مع الصين تؤثر على وضع امريكا في المنطقة ،اما الملف الثاني والذي يبدو أن الولايات المتحدة راضية عما يجري عليه هو ملف العلاقات السعودية الايرانية ، والمتوقع تتويجه بعلاقات دبلوماسية قريبا ،والملف الثالث والذي كانت دولة الامارات سباقة في تسريع انهائه هو ملف العلاقات السورية- الامارتية السعودية ،وإغلاق هذا الملف أيضا يحظى برضى البيت الابيض،ومن المتوقع أن تعود العلاقات السورية -السعودية  بعد عيد الفطر ، والملف الرابع هو ملف الحرب في اليمن ، والذي من المؤكد انه يرتبط بالعلاقات الامريكية –الايرانية، فالولايات المتحدة تريد إنهاء الملف الذي يشكل لادارة بايدن صداعا من ناحية حقوق الانسان والجرائم التي ارتكبت خلال هذه الحرب من كل الاطراف المتصارعة ، واما الملف الخامس فهو الملف النووي الايراني الذي يبدو أن كل المؤشرات الصادرة عن مباحثات فينا تبين أن الحل في الطريق وأن كل الضغوط الاسرائيلية لم تثني ادارة بايدن عن مواصلة المباحثات من أجل العودة للاتفاق النووي الايراني الذي كانت ادارة ترامب قد تراجعت عن الالتزام به .   
والسؤال المطروح الان على صناع السياسة في الاردن اين مصلحتنا في ظل هذه المتغيرات المتسارعة وكيف لنا أن نلج الى الساحة السياسية الجديدة بما يتماشى مع مواقفنا وثوابتنا الوطنية وبما يفيد اقتصادنا من ناحية اخرى ؟ 
 إن الاردن الذي كان دائما يعاني من إرتدادات الصراعات والازمات في المنطقة بما يشكله من خط تقاطع لهذه الأزمات ،وخاصة الان بفعل التوتر الذي خلقه إغلاق باب الحلول أمام القضيّة الفلسطينية والتمادي الاسرائيلي في ضرب كل أسس الاتفاقات مع الاردن من ناحية ومع الفلسطينيين من ناحية أخرى ، وما تركه فتح الباب الواسع للتطبيع العربي الإسرائيليّ من إضعاف لفرص الضغط على حكومة الكيان الاسرائيلي بزعامة نتنياهو من أجل تنفيذ الالتزمات المترتبة عليها بموجب اتفاقيات السلام الموقعة مع الطرفين ،وايضا ما تركته الحرب في سوريا من ضغوط على الاقتصاد الاردني وعلى الواقع الامني بفعل اللجوء السوري وبفعل الحدود، يحتاج الى مراجعة سياساته تجاه سوريا ،بما يخفف من الضغط على اقتصاده وعلى أمنه الوطني وينعش التجارة البينية ويفتح الحدود باتجاه التصديروالاستيراد من والى لبنان،ويفتح الباب أمام حصولنا على المياه من الجانب السوري في ظل ما نعانيه الان من أزمة مياه ، والقيادة السورية لن تبخل علينا. 
إن حجم التشابك الاجتماعي والسياسي الأردني السوري، وما يجري من  حلول خليجية سورية وما تقوم به الادارة الامريكية من إعادة تموضع في المنطقة، يسمح لنا الان بهامش كبير للتخلص من الضغوط الاقليمية والدولية وللتحرك دبلوماسيا من أجل عودة العلاقات الطبيعية مع سوريا بل ومع ايران أيضا ، ولذلك فأن المطلوب أن نقراء إعادة تشكيل الخريطة السياسية والاقتصادية لدول المنطقة، والتي تحاول "اسرائيل "ان تكون شريكا أساسيا فيها ،بما سيترك اثارا سلبية على اقتصادنا ، والحل الوحيد امامنا والمتاح الان هو التوجه شمالا نحو سوريا ولبنان وتركيا وايضا العراق وايران ، فهل نسارع لحماية مصالحنا المشتركة الطبيعيّة مع كل من سورية ولبنان والعراق ؟
Zazzah60@yahoo.com